أكدت مصادر محلية أن جيوب مقاومة من المسلحين الحوثيين ما زالت تتمركز في بعض الأحياء السكنية في مدينة عدن، جنوبي اليمن، رغم إعلان الحكومة اليمنية تطهيرها بالكامل من المسلحين الحوثيين صباح عيد الفطر الجمعة الماضية.
وقالت لـ«القدس العربي» ان «جيوبا من المسلحين الحوثيين ما زالوا يقاومون حتى الآن في العديد من المناطق في مدينة عدن التي أعلنت الحكومة اليمنية عن تطهيرها من المسلحين الحوثيين وأن ضحايا مدنيين سقطوا برصاص الميليشيا الحوثية جراء مرورهم في هذه الأحياء التي اعتقدوا أنها قد تطهرت بالكامل من قبل المسلحين الحوثيين».
وأوضحت أن «هذه الجيوب تمثلت في رجال القناصة الذين يتمركزون في أسطح المباني المرتفعة في أحياء التواهي وكريتر وخور مكسر والمعلا وغيرها وأنهم رفضوا الاستسلام خوفا من الانتقام منهم جراء ما ارتكبوه من جرائم في حق السكان المحليين، ولذا استماتوا في القتال حتى اللحظة». وذكرت بعض المصادر أن المسلحين الحوثيين اشترطوا تسليم أنفسهم إلى مندوبين من الصليب الأحمر الدولي، واشترطوا توفير ضمان سلامتهم ووجود ممر آمن لهم للخروج من مناطق عدن التي حررها رجال المقاومة الشعبية المدعومين بطلائع من قوات الجيش الوطني التي وصلت الأسبوع الماضي إلى عدن من دول الخليج برفقة الكثير من الآليات العسكرية الثقيلة.
وعلمت «القدس العربي» من شهود عيان أن أسرة بأكملها قتلت أمس من قبل المسلحين الحوثيين في جولة العاقل الواقعة بين منطقتي خورمكسر وكريتر بعدن أثناء محاولتها المرور في تلك المنطقة، ظنا منهم أنها قد تطهرت بالكامل من الميليشيا الحوثية.
وتكررت حوادث مشابهة في أحياء كريتر والمعلا والتواهي، حيث سقط العديد من الضحايا المدنيين الذين حاولوا العودة إلى مساكنهم فيها بعد أن نزحوا إلى مناطق آمنة، حيث تفاجأوا بإطلاق الرصاص عليهم من قبل قناصة الميليشيا الحوثية الذين لجأوا إلى إطلاق الرصاص بشكل هستيري ضد السكان المدنيين لإرهابهم والانتقام من أبناء عدن بشكل عام وإظهار أن المسلحين الحوثيين ما زالوا متواجدين في هذه المناطق.
وأوضح شهود عيان ان منطقة التواهي التي أعلنت الحكومة تطهيرها من المسلحين الحوثيين لا تزال أغلب مناطقها تحت سيطرة الميليشيا الحوثية ويتمركز القناصة منهم في المباني السكنية والعمارات المرتفعة والمرتفعات الجبلية.
وفي منطقة كريتر لا تزال هناك جيوب مقاومة من قبل الميليشيا الحوثية، حيث لا تزال تتمركز في بعض الأحياء السكنية والقصر الرئاسي في حي معاشيق بالإضافة إلى منطقة عدن مول وقلعة صيرة، كما أن بعض القناصة الحوثيين مازالوا يتحصنون ببعض المنازل.
أما منطقة المعلا فقد تم تطهير أحيائها حتى منطقة حجيف التي تعتبر المدخل الرئيسي لمنطقة التواهي، ولا تزال هناك اشتباكات متقطعة بين رجال المقاومة الشعبية والميليشيا الحوثية.
كما أن منطقة خور مكسر تمت السيطرة على أغلب مناطقها من قبل رجال المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني ولكن لا تزال هناك بعض الأحياء والشوارع تحت سيطرة الحوثيين وبالذات الواقعة بالقرب من مدخل منطقة كريتر، أما مطار عدن الدولي والمناطق والأحياء المحيطة به فقد تمت السيطرة عليها بالكامل وتطهيرها من جيوب المقاومة الحوثية.
إلى ذلك قال مصدر حكومي لـ«القدس العربي»، «عقد المسؤولون الحكوميون اليمنيون الذين وصلوا إلى عدن من السعودية، اجتماعا مشتركا أمس هو الأول من نوعه مع قيادة الإدارة المحلية وقيادة المقاومة الشعبية في محافظة عدن، لدراسة آليات استقرار الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي في عدن بعد تحريرها من المسلحين الحوثيين».
وأضاف «ان الاجتماع الحكومي ضم كلا من وزير الداخلية عبده الحذيفي ووزير النقل بدر باسلمة، ورئيس جهاز الأمن القومي الدكتور علي الأحمدي، بالاضافة إلى نائب وزير الصحة، فيما حضره من الإدارة المحلية في عدن وكيل محافظة عدن نائف البكري، الذي يشغل أيضا رئيس المقاومة الشعبية فيها».
وقال نائب رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء خالد بحاح أمس الأول في بيان رسمي «ان الحكومة اليمنية وهي تعلن اليوم السابع عشر من تموز/يوليو 2015 الموافق غرة شهر شوال 1436 هـ التحرير الكامل لمدينة عدن ، تؤكد ان عدن بقيت دوما هي محطة التغيير لكل اليمن».
وأضاف «اننا ونحن نستقبل هذا النصر العظيم نؤكد على تقديم كافة أنواع الدعم والرعاية للجرحى ورعاية أسر الشهداء، مثمنين الدور الأخوي المساند والداعم لليمن من قبل قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة الذي اثبت صدق توجهه العروبي الأصيل».
وقال «نؤكد لشعبنا العظيم ان الحكومة ستعمل على سرعة تنفيذ الخطط الاسعافية لإصلاح البنى التحتية الحيوية وفي مقدمتها المياه والكهرباء وتأهيل مطار عدن الدولي وموانئها البحرية وتجهيز عدن لاستقبال السفن والطائرات الاغاثية بحيث تكون المنطقة المركزية لأعمال الإغاثة لبقية المناطق اليمنية».
مؤكدا أن الحكومة ستعمل على العودة السريعة لكل النازحين خارج اليمن وخارج مدنهم ومناطقهم وعلى عودة الحياة لكل مرافق الدولة ومؤسساتها وتأهيل وإستئناف عمل كافة المؤسسات بما فيها التعليمية والخدمات المختلفة.
وقال «نؤكد على ان الخروج من مأزق الحرب وإعادة السلام هو هدف الحكومة اليمنية الأساسي وأننا دوما نعمل على وقف نزيف الدماء اليمنية الزكية وان خريطة الطريق للحل واضحة بتطبيقنا للقرار الدولي 2216».