سهيل نيوز - الخليج أونلاين:
إستقبل
اليمنيون عيد الفطر المبارك في ظل ظروف استثنائية تعيشها بلادهم؛ فقد أفقدت المعاناة
الإنسانية الكبيرة عيدهم بريقه، لا سيما مع التراجع الكبير للعمل الخيري والاجتماعي،
بعد إغلاق مليشيا الحوثي عدداً من الجمعيات الخيرية ونهبها والتمترس في بعضها، منذ
السيطرة على العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.
المواطنة
اليمنية نبيلة قالت لـ"الخليج أونلاين"، إن العيد في ظل هذه الظروف والحرب
الدائرة في البلاد فقد نكهته، ولا سيما أن الناس يعانون اقتصادياً وإنسانياً، وأكدت
أنها اكتفت بتوفير بعض حاجيات الأطفال فقط لأن العيد أهم بالنسبة إليهم.
وتعيش
اليمن أزمة إنسانية واقتصادية متفاقمة، في ظل أزمة المحروقات والكهرباء وارتفاع الأسعار
وزيادة البطالة وإغلاق المؤسسات من جراء الاقتتال الداخلي الذي تشهده أكثر من ثماني
محافظات بين المقاومة الشعبية ومليشيا الحوثي وصالح، وكذا الحظر البري والبحري والجوي
الذي تفرضه قوات التحالف العربي المساند للشرعية على اليمن منذ 26 من مارس/ آذار الماضي.
اقتحام
الجمعيات ونهبها
وبحسب
الناشطة في العمل الخيري، وفاء عبده، فإن المعاناة الإنسانية هذا العام مضاعفة بسبب
إغلاق معظم الجمعيات والمؤسسات الخيرية البارزة في صنعاء ونهبها من قبل الحوثيين.
فالجمعية
التي تعمل وفاء فيها كانت تعيل نحو 1000 أسرة وتسهم في كفالة الأيتام، وأوضحت الناشطة
اليمنية، في تصريح لـ"الخليج أونلاين"، أنه في هذا العام واجهت الجمعية عدداً
من الصعوبات؛ أبرزها انقطاع المتبرعين عن الدعم ومنع الفعاليات التي تدر الدعم مثل
الأطباق الخيرية؛ خوفاً من مضايقات الحوثيين، وكذا الوضع الأمني الذي أعاق تحركاتهم،
وهو ما جعل الجمعية النسوية تقدم بعض السلات الغذائية البسيطة لبعض الأسر، التي لا
تتجاوز 20% من عدد الأسر التي ترعاها الجمعية.
وبحسب
أحد التقارير الخاصة بحصر الانتهاكات الحوثية بحق الجمعيات والمؤسسات الخيرية والتنموية،
فإن 15 جمعية ومؤسسة تعرضت للإغلاق والنهب في صنعاء وحدها، وهو أمر أوقف نشاطها في
توزيع أي مساعدات للفقراء والمحتاجين، كما تعرضت بيانات بعض الجمعيات ووثائقها للمصادرة
ممّا أضاع بيانات الأسر الفقيرة واليتامى والمحتاجين والداعمين.
مبادرات شبابية
ورغم
الانتكاسة التي لحقت العمل الخيري في اليمن، إلا أن بعض المبادرات الشبابية أصرت على
تقديم الدعم والمعونة بكل الوسائل المتاحة، حيث وزع فريق "معاً نبدع" في
حملته السابعة من مشروع كسوة العيد للأطفال المرضى كسوة لـ154 طفلاً من الفئات الاجتماعية
الفقيرة.
ووفقاً
لأحد نشطاء الفريق، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن حملة هذا العام شهدت تدنياً في
مستوى التفاؤل والحالة النفسية لدى الأطفال المرضى وذويهم بسبب ما يعيشونه من فقر وخوف،
مشيراً إلى أنهم واجهوا صعوبات كبيرة في جمع التبرعات بسبب تأثر المتبرعين بالوضع الاقتصادي
المتدهور، وهو أمر انعكس على تقليص فعالياتهم وأهدافهم التي كانت تنفذ خلال الأعوام
الماضية.
الوضع
في مناطق المواجهات المسلحة انعكس على الاستعدادات للعيد؛ ففي مدينة عدن عانى السكان
كثيراً، لا سيما بعض موظفي الدولة الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ شهر مارس/ آذار الماضي
حتى الآن، بالإضافة إلى عدم توفر بعض السلع وارتفاع الأسعار من جراء الحصار على عدن،
وفقاً لما ذكرته الإعلامية رندا عكبور في حديثها لـ"الخليج أونلاين".
وأشارت
عكبور إلى أن الوضع الإنساني صعب على كل المستويات، فالمدارس مليئة بالنازحين وبعض
الأسر عاشت مجتمعة في شقة واحدة.
عكبور
أوضحت أيضاً أن عدم استلام بعض الموظفين لمرتباتهم ناتج عن إغلاق المصارف في المدينة
التي تشهد معارك مسلحة منذ مارس/ آذار الماضي، وهو أمر انعكس على الحياة المعيشية والإنسانية
وليس على استعدادات العيد فحسب.
انتصار المقاومة زرع البسمة
في
المقابل، أكدت عكبور، وهي مذيعة في تلفزيون عدن الرسمي، أن انتصار المقاومة في عدن
ساهم في زرع بسمة العيد في محيا الناس، فالانتصار أوجد ردة فعل إيجابية رفعت المعنويات،
وأعادت الأمل للناس في العودة إلى مساكنها وعودة الحياة إلى طبيعتها.
وأطلقت
الأعيرة النارية بشكل كثيف، وكذا الألعاب النارية في سماء عدن، وزغردت النساء فرحة
وابتهاجاً بالتقدم الذي أحرزته المقاومة في المحافظة، كما رقص الشباب على وقع الانتصارات.
وأعلنت
الحكومة اليمنية تحرير مدينة عدن بعد أيام قليلة من بدء عملية السهم الذهبي التي نفذتها
المقاومة بدعم من قوات التحالف العربي، والتي مكنتها من تطهير مدينة عدن ومعظم مدن
المحافظة من عناصر مليشيا الحوثي وصالح.
ولم
يتبق في المحافظة سوى بعض الجيوب الحوثية في التواهي وكريتر، وهو ما مكن عدداً من المسؤولين
الحكوميين من العودة إلى عدن لممارسة أعمال الحكومة تدريجياً، بعد بقائهم في الرياض
منذ بدء عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل، التي أطلقتها قوات التحالف العربي لمساندة
الشرعية في اليمن.