سهيل نيوز ـ القدس العربي:
أكدت مصادر عسكرية ان قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني تمكنت أمس من السيطرة الكاملة على قاعدة العند الجوية الاستراتيجية في محافظة لحج، المجاورة لمحافظة عدن، والتي تعد أكبر قاعدة عسكرية في اليمن.
وقال لـ«القدس العربي» ان «وحدات عسكرية من الجيش الوطني وقوات المقاومة الشعبية تمكنت أمس الاثنين من السيطرة الكاملة على قاعدة العند الجوية وتطهيرها من بقايا المسلحين الحوثيين، الذين لاذ الكثير منهم للفرار عبرالبراري والقفار والطرق الفرعية نحو المحافظات الشمالية».
وأوضح أن «الجيش الوطني والمقاومة الشعبية حققوا هذه المكاسب العسكرية على الأرض في قاعدة العند، بمساعدة قوات التحالف التي وفّرت الغطاء الجوي لقوات الجيش الوطني والمقاومة التي أمطرت الميليشيا الحوثية وقوات علي صالح التي كانت متمركزة في قاعدة العند بغارات جوية مكثفة وسهلت التقدم البري لقوات الجيش الوطني والمقاومة حتى تمكنت من فرض السيطرة الكاملة على مطار قاعدة العند العسكري الذي يطلق عليه القاعدة الجوية بما فيها من طائرات حربية».
مشيرا إلى أن «عملية تحرير قاعدة العند من الحوثيين استخدمت فيها المعدات العسكرية الثقيلة والمتطورة التي تسلمها الجيش الوطني اليمني مؤخرا من قوات التحالف والتي تشمل مئات الدبابات الحديثة والمدرعات وكاسحات الألغام».
وذكرت مصادر مدانية أن عملية تحرير قاعدة العند أسفرت عن مقتل أكثر من 30 مسلحا حوثيا ومن قوات صالح قتلوا اثناء محاولاتهم اليائسة لصد الهجوم الكاسح لفرض السيطرة عليها من قبل الجيش الوطني ورجال المقاومة الشعبية، الذين سقط منهم 5 منهم على الأقل.
وأكد أحد القيادات الميدانية للمقاومة في لحج لـ(القدس العربي) ان «قوات من المقاومة والجيش الوطني ومن قوات التحالف تناولوا طعام الغداء ظهر الاثنين في داخل قاعدة العند الجوية واستمروا في تمشيطها عقب ذلك لتطهيرها من بقايا الميليشيا الحوثية».
وقال ان «قوات المقاومة والجيش الوطني سيطروا على قاعدة العند الجوية بالكامل وواصلوا تطهيرها من أي تواجد حوثي مسلح، نظرا لكبر مساحتها التي تقدر بنحو 25 كيلو متر طولا و10 كيلو متر عرضا».
وأكد المصدر ان قائد محور العند التابع لجماعة الحوثي اضطر إلى الفرار مع مجموعة من الخبراء العسكريين الإيرانيين من داخل قاعدة العند إلى وجهة مجهولة مع خروج الوضع العسكري من أيديهم في قاعدة العند ووصولهم إلى قناعة باستحالة الحفاظ عليها من قبل مسلحيهم.
وذكر أن «قوات المقاومة والجيش الوطني تمكنت من السيطرة على 12 طائرة عسكرية ميغ 29 كانت مخبأة في أنفاق تحت الأرض بالمطار العسكري في قاعدة العند وجاهزة للاستخدام من قبل الحوثيين».
وأشارت مصادر محلية إلى أن تحرير قاعدة العند تزامنت أيضا مع تمكن قوات الجيش والمقاومة الشعبية من اقتحام معسكر لبوزة في محافظة لحج الذي يسيطر عليه الحوثيون والعسكريون الموالون للرئيس السابق علي صالح، القريب من من قاعدة العند، وهو ما يعني تحرير أهم المعسكرات الحوثية في محافظة لحج، وفتح الطريق أمام محافظة تعز المجاورة لها للتحرر قريبا من فلول صالح والمسلحين الحوثيين.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أعلن الاثنين عن حلول (ساعة الصفر) لتحرير قاعدة العند الجوية ومعسكر العند بالإضافة إلى تحرير محور مثلث العند في محافظة لحج من المسلحين الحوثيين والقوات الموالية لصالح.
وأعلن مصدر رئاسي أمس أن «رئيس الجمهورية يعلن ساعة الصفر لتحرير قاعدة العند الجوية ومعسكرها ومحور العند».
وجاءت هذه التطورات العسكرية في محافظة لحج ومعسكراتها بعد ساعات من نشر قوات كثيفة من الجنود والمعدات العسكرية الثقيلة التابعين لقوات التحالف العربي حول محافظة عدن، المحاذية لمحافظة لحج، لتأمينها من أي هجمات محتملة من قبل الحوثيين الحوثيين، بالاضافة إلى تأمين الحركة الملاحية الجوية والبحرية اليها وتضييق الخناق علي صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
وأعلنت وزيرة الإعلام اليمنية، نادية السقاف، امس الاثنين، عن وقف تسيير رحلات الناقل الوطني وهي الخطوط الجوية اليمنية إلى مطار صنعاء الدولي، وتحويل رحلاتها إلى مدينة عدن في غضون يومين. وقالت في تغريدة لها في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إن «رحلات اليمنية إلى صنعاء توقفت بشكل مؤقت، لأن الحوثيين أعلنوا الاستيلاء على أي طائرة تهبط في صنعاء».
وأوضحت أن الخطوط الجوية اليمنية ستبدأ «خلال يومين رحلات اليمنية إلى عدن». وذكر مصدر في الشركة اليمنية أن «قرار وقف رحلات الشركة إلى صنعاء جاء بتوجيه من الحكومة الشرعية التي تقوم بمهامها من العاصمة السعودية الرياض، وأن تنفيذ هذا القرار تم بالتنسيق بين الحكومة اليمنية وهيئة الطيران العالمية».
كما طالب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح حليف قوات جماعة الحوثي في الحرب الأهلية المستمرة منذ أربعة أشهر بمحاكمة عبد ربه منصور هادي الذي خلفه في الرئاسة وذلك بتهمة الخيانة لأنه طلب تدخلا أجنبيا في البلاد.
وفي تصريحات نشرها أمس موقع هافينجتون بوست قال صالح إن الضربات الجوية التي ينفذها التحالف بقيادة السعودية دعما لهادي هي غلطة لأن الشعب اليمني أصبح يعتبر المملكة دولة معتدية بعد أن كانت يوما دولة حليفة.
ونسب موقع هافينجتون بوست بالعربية إلى صالح قوله «لقد خان الفار هادي الأمانة وتخلى عن المسؤولية التي ألقيت على كاهله واستدعى العدوان على شعبه ووطنه وأصبح اليوم خصما لكل اليمنيين».
وتابع قوله «ارتكب الفار هادي الخيانة العظمى حين دعا التدخل السعودي والأجنبي… وبالجرائم التي اقترفها يجب محاكمته وإيداعه محكمة الجنايات الدولية وهو ما نسعى إليه». وذكر الاثنين انه تم ارسال 1500 جندي نزلوا في عدن معظمهم من الامارات العربية المتحدة.
وتمت الاشارة مرارا إلى وجود جنود من دول التحالف العربي في عدن منذ ان استعادت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي السيطرة عليها في منتصف تموز/يوليو.
وشنت القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الاثنين هجوما واسعا لاستعادة قاعدة العند الجوية واكبر قواعد البلاد من المقاتلين الحوثيين وحلفائهم، في حين انتشر المئات من الجنود الخليجيين في مدينة عدن لتأمينها.
وسبق الهجوم نشر مئات من المقاتلين والعسكريين في محيط القاعدة الاحد تؤازرهم الدبابات والمصفحات والعربات العسكرية المتطورة التي وفرتها قوات التحالف، وفق قائد القوات فضل حسن الذي اوضح ان طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية توفر غطاء جويا للقوات التي تقدمت من المنطقة الجبلية غرب القاعدة التي تبلغ مساحتها نحو 15 كيلومترا مربعا.
وانطلقت هذه القوات من عدن التي تمت استعادتها في منتصف تموز/يوليو بعد معارك عنيفة بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي اللاجئ في السعودية.
وتكتسي معركة استعادة قاعدة العند الاستراتيجية الواقعة في محافظة لحج على بعد 60 كيلومترا شمال عدن اهمية كبيرة لان النجاح في ذلك سيقطع امدادات الحوثيين ويؤمن عاصمة الجنوب ويوسع المناطق التي تمت استعادتها منذ بدء عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية قبل اربعة اشهر.
وبعد ظهر الاثنين، قال ضابط يمني طلب عدم ذكر اسمه «لقد وصلوا إلى المدخل الغربي للقاعدة والمدرج» متحدثا عن معارك عنيفة. وفي تطور آخر، اكدت مصادر عسكرية ان القوات الموالية لهادي استعادت الحوطة مركز محافظة لحج وطريق الرباط شمال عدن بعد مواجهات مع الحوثيين.
وبعد الهزيمة التي مني بها الحوثيون في عدن، اعلن زعيمهم عبد الملك الحوثي الاثنين انه مستعد للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع.
وقال عبد الملك الحوثي في كلمة بثتها قناة المسيرة الناطقة باسم حركة «انصار الله» الحوثية ان «الحلول السياسية متاحة وممكنة» لوقف النزاع، وانه يرحب «بكل جهد ومسعى» من اي طرف عربي محايد او دولي. وقال عبد الملك الحوثي ان «الحلول السياسية كانت ولا تزال متاحة وممكنة (…) نحن في هذا السياق نرحب بكل جهد ومسعى في هذا السياق من أي طرف من الاطراف العربية المحايدة او الاطراف الدولية».
ورفض زعيم حركة انصار الله تصريحات المملكة النفطية التي تبرر تدخلها العسكري بضمان الامن على حدودها.
وقال ان « ضمان امنكم ان يكون هناك حسن جوار (…) غير انكم تثبتون بما تعملون وترتكبونه من جرائم أنكم تشكلون خطرا على اليمن»، مؤكدا ان «لليمنيين الحق في الامن (…) ومن حق الشعب اليمني ان يطلب ضمانات من السعودية التي اثبتت انها الخطر عليه وليس العكس».
وخلفت الحرب الدائرة في اليمن خلال اربعة اشهر اربعة الاف قتيل نصفهم من المدنيين حسب الامم المتحدة. ويحتاج القسم الاكبر من سكان اليمن للمساعدات الغذائية العاجلة. وفي حين امكن انزال شحنات من المساعدات في عدن بعد استعادتها، الا انها لا تزال غير كافية كما ان توزيع المساعدات يسير ببطء وفق منظمات الاغاثة.
من جهتها، طلبت جيبوتي مساعدة المجتمع الدولي بعد وصول 216 لاجئا يمنيا اليها عبر البحر خلال الايام الماضية في حين سجلت تراجعا في اعداد النازحين بعد 10 تموز/يوليو.
وقال نجيب علي طاهر المتحدث باسم رئاسة جيبوتي ان «اللاجئين القادمين فقدوا كل شيء بين ليلة وضحاها. معظمهم في حالة صمة ويحتاجون للمأوى والغطاء والرعاية الصحية والنفسية».
واضاف ان «تدفق اللاجئين مستمر» معربا عن خشيته من تدفق كثيف لللاجئين مع تكثف المعارك.
ويفصل اليمن عن جيبوتي 30 كيلومترا عبر باب المندب. وجيبوتي هي من الدول القليلة التي فتحت ابوابها للاجئين واستقبلت نحو عشرة الاف خلال اربعة اشهر وفق المفوضية العليا للاجئين.
*خالد الحمادي
