في الذكرى الأولى لـ #نكبة_21_سبتمبر.. الطريق إلى معركة #صعدة

سهيل نيوز - صوت المقاومه:

لم يكن 21 سبتمبر 2014م من العام الماضي يوماً عادياً ولا عابراً في تاريخ اليمنيين, ولا يمكن لذاكرة الناس أن تتجاوز تلك اللحظات التي زاغت فيها الأبصار وهي تتابع وسائل الأعلام وهي تنقل الأحداث أولاً بأول من وسط وأطراف العاصمة صنعاء.

هناك في شمال العاصمة يعزز الجيش بحملة لعدد من الجنود والذي مكر بهم قائدهم وساقهم قرباناً الى رجل الكهف, وقبل أن يصل الجنود كان الحوثيون قد سيطروا على منطقة شملان وتم استهداف تلك الناقلات ويسقط عدد من الجنود بين قتيل وجريح , ويبقى الجنود هناك على الأرض مضرجين بدمائهم في عجز واضح أمام المليشيات وفي تواطؤ لم تشهد له اليمن مثيلاً، وفي صورة هزت اليمنيين لبشاعتها وكأن الجميع تواطأ على رسم صورة لكل من سيحاول المقاومة أو الوقوف أمام الانقلاب.

في تلك اللحظة كان مبنى التلفزيون الرسمي يقصف، وفي ساعات الصباح أي في 20 من سبتمبر يصل وزير الدفاع اليمني لزيارة الموقع وبعده في أقل من ساعة يصل وزير الداخلية وتبين فيما بعد أن وزير الدفاع يطلب من الجيش المرابط في التلفزيون بأن يسلموا لأنه انتهى كل شيء وهو الذي قاد ذلك الإنقلاب وأشرف عليه لحظة بلحظة في واحدة من أكبر الجرائم والتي لم تحدث في التاريخ المعاصر أن قاد وزير دفاع انقلاب على بلده.

خرج المبعوث الأممي من صعدة بعد أن بقي فيها ثلاثة أيام في لحظات عصيبة بعد أن ضج الناس في الداخل والخارج عن حقيقية ما يحدث ليقول "بأن العملية السياسية تسير في الاتجاه الصحيح ". سقطت صنعاء بيد المليشيات, وسقطت الفرقة الأولى مدرع أخر جبهة تقاتل من أجل الجمهورية , وتفككت تشكيلات لشباب في الحارات كانت مستبسلة للدفاع عن العاصمة , وتبين فيما بعد بأن القضية أكبر من حجمهم وأن التآمر على اليمن وعلى الجمهورية بلغ مستوى يعصب مواجهته في هذه اللحظة اشترك فيه الكثير من رأس الهرم الى قاعة.

سقطت صنعاء في 21 سبتمبر اليوم الذي بكى فيه الكبار والصغار , اليوم الذي يعد نقطة سواء قاتمة في تاريخ اليمن, وحتى تلك التوقيعات التي تكلل بها ذلك الاتفاق عيشة ذلك اليوم في دار الرئاسة لم يكن إلا تحصيل حاصل واعتراف بهزيمة والدخول في واقع جديد مثقل بالخوف والألم.

اجتاحت السرطان العاصمة , ونشر الرعب في كل أرجائها , وتداعت الأحداث على باقي اليمن بشكل متسارع , وكان البعض يضن لفرض غبائه بأن الحوثيين وقوات صالح جاءت لتعتق هذا الشعب وتسقط قوى الفساد وتعيد هذا الوطن الى مساره الصحيح.

خلال الشهر الرابع من الانقلاب كانت وسائل الإعلام العالمية والمحلية قد تركزت على اسم جديد يتخلق من رحم المعاناة اسمه المقاومة الشعبية والذي بدأ يتداول وبدأ الحديث يتركز حول هذا المفهوم في مواجهة الطاعون. وفي اللحظة التي كان شرفاء اليمن يعدون العدة في مواجهة الإنقلاب لم يكن في خلدهم علم بأن هناك ترسانة كبيرة وجبارة من السلاح والقوة سيصعب على الشعب اليمني إسقاطه ولو بعد عقود, رغم أن عقيدة الناس كانت تترسخ بأنه لا خيار إلا المواجهة اسقاطه وبأي ثمن.

كانت الأوضاع تزاد سوءاً والحوثيون يعطلون المؤسسات ويتوسعون في المدن والمديريات ينشرون الخراب ويقتلون المناوئين لهم بدم بار الأمر مثل تحدي كبير أمام الشرفاء بصورة مباشرة. وفي تاريخ 26 مارس أي بعد الإنقلاب بحوالي خمسة أشهر كان التحالف قد حزم أمره في مساندة الشعب اليمني بعد أن بلغ البغي مستواً لا يمكن السكوت عليه , فقبله بأسبوع واحد كانت المقاتلات اليمنية التابعة للجيش اليمني والمسيطر عليها الحوثيون تدك مقر رئيس الدولة في محافظة عدن.

عام كامل من الإنقلاب واليمنيون يبحثون عن وطن, في واحدة من أشهر الأحداث التي لن ينساها ولن ينساها, وخلال عام واحد وبمساندة قوات التحالف والسعودية والإمارات تكون المقاومة الشعبية قد استطاعت أن تعزز حضورها على تراب واسعة من اليمن, وهي على أعتاب اسقاط الإنقلاب بشكل كامل والذي يتمنى أن يكون قريباً.